يعد الاستثمار طويل الأجل وسيلة فعالة لحماية الأموال، والحفاظ على قيمة رأس المال من التآكل، كما يلعب دورًا هامًا في مضاعفة وتنمية الأموال بمرور الوقت بفضل قوة النمو التراكمي، وعبر الالتزام بخطة استثمارية مدروسة يمكن للمستثمرين بناء ثروة حقيقية تعزز الاستقلال والأمان المالي على المدى البعيد.
الملخص
- الاستثمار طويل الأجل يتضمن شراء الأصول المالية والاحتفاظ بها لفترة من الوقت بهدف الاستفادة من توزيعات الأرباح الدورية، ومن نمو قيمة الأصول في نهاية فترة الاستثمار.
- اختيار الأصول الأفضل للاستثمار طويل الأجل يرتبط بشكل مباشر بالمستثمر نفسه وأهدافه وموازنته والأفق الزمني المتاح لتحقيق أهدافه.
- يمكن الاستثمار طويل الأجل في الأسهم، أو الصناديق العقارية أو الذهب والمعادن، أو الصناديق الاستثمارية المتداولة أو غيرها من الأصول.
- يُنصح بتنويع المحفظة الاستثمارية لموازنة الأرباح مع المخاطر، وللصمود أمام تغيرات السوق، وتحقيق نمو حقيقي في المحفظة.
مفهوم الاستثمار طويل الأجل Long-Term Investing
الاستثمار على المدى الطويل هو استراتيجية استثمارية تستهدف شراء الأصول المالية المختلفة، والاحتفاظ بها لفترة طويلة قد تتجاوز الثلاث سنوات، أو أكثر لتحقيق عوائد مستقرة، ونمو متراكم في القيمة بمرور الوقت. تشكّل العديد من الأصول المالية مثل الأسهم، والعقارات، وصناديق الاستثمار، والسندات، استثمارات طويلة الأجل قد تكون واعدة بتحقيق أفضل النتائج إذا ما تمّت بناء على دراسة معمقة للأسواق لاتخاذ القرار الجيد.
من ميزات الاستثمار طويل الأجل، تفادي تقلبات السوق قصيرة المدى، والتركيز على النمو التدريجي الذي تشهده الأصول على المدى الطويل، وبالتالي الاستفادة من صعود قيمة الأصول تراكميًا، وهذا النوع من الاستثمار فعال للمستثمرين الذين يفتقرون للخبرة اللازمة للمشاركة في أسواق المشتقات المالية، حيث لا يحتاج المستثمر إلى القيام بالتحليل الفني اليومي للأسواق، واتخاذ قرارات متسرعة، فقط يستخدم التحليل الأساسي، ويكون أمامه الوقت الكافي للخروج بقرارات استثمارية حكيمة.
ما الفرق بين التداول والاستثمار طويل الأجل؟
عند إجراء مقارنة بين التداول طويل الأجل وقصير الأجل، أو بالتعبير الأصح والأدق بين الاستثمار طويل الأجل والتداول قصير الأجل، سنجد أن الفرق الأساسي يكمن في النطاق الزمني الخاص بهما، وهذا بالتبعية أدى إلى وجود اختلافات جوهرية بين كل منهما في الجدول التالي توضيح بأبرز هذه الفروقات.
|
أبرز الفروقات |
الاستثمار طويل الأجل |
التداول |
|---|---|---|
|
الهدف الأساسي |
تحقيق الربح من النمو التراكمي لرأس المال على المدى الطويل والعائد الدوري الذي تخلقه الأصول المالية. |
تحقيق أرباح سريعة من تحركات الأسعار على المدى القصير |
|
الأرباح المحتملة |
تراكمية وبطيئة، لكنها مستقرة |
سريعة ولكن غير مضمونة بسبب تقلب السوق المستمر |
|
الجهد والمتابعة |
ليس بحاجة إلى متابعة يومية |
يتطلب مراقبة مستمرة للأسواق لأخذ قرارات سريعة |
|
المدة الزمنية |
طويل المدى 3 سنوات فأكثر |
قصير المدى دقائق إلى أشهر |
|
المخاطر |
أقل نسبيًا؛ نظرًا لعدم تأثره بالتقلبات القصيرة |
مستوى أعلى ناتج عن تقلبات السوق المستمرة |
|
النهج |
التحليل الأساسي للسوق لمعرفة أداء الشركات، وأداء الاقتصاد العام للسوق. |
التحليل الفني والرسوم البيانية والمؤشرات والاتجاهات اللحظية لمعرفة التحركات البسيطة للأسعار |
|
نوع الاستراتيجية |
شراء الأصول والاحتفاظ بها فترة طويلة |
الشراء والبيع المتكرر على فترات قصيرة |
أمثلة على الاستثمارات طويلة الأجل
يوجد العديد من الأنواع عندما يتعلق الأمر باختيار استثمارات طويلة الأجل تعود بنتائج جيدة في المستقبل؛ ولكن تحديد نوع الاستثمار المناسب لك يعتمد على مقدار خبرتك بالسوق، وحجم رأس المال الذي تريد استثماره، والهدف الأساسي من وراء الاستثمار، والمدة الزمنية الكلية المتاح أمامك، فإذا كنت تخطط للاستقلال المالي ستختار استثمارًا يحتاج وقتًا أقل من ذلك الذي ستقوم به في حال تخطيطك للتقاعد. وفيما يلي أمثلة على الأهداف الاستثمارية طويلة الأجل.
استثمار طويل الأجل في الأسهم
تعدّ أسهم الشركات القوية ذات التطلعات المستقبلية للنمو أفضل أسهم الاستثمار طويل الأجل، ومن خلالها يمكن تحقيق الربح بطريقتين، الأولى هي توزيعات الأرباح حيث تقوم الشركات بتوزيع أرباح سنوية أو نصف سنوية أو ربع سنوية بشكل دوري على المساهمين فيها، أو زيادة قيمة رأس المال عبر ترك الأسهم فترة طويلة من الوقت إلى حين ارتفاع قيمتها، ومن ثم بيعها، والربح من فارق السعر بين الشراء والبيع.
وقد أصبحت بعض شركات الوساطة الموثوقة تتيح الشراء الفعلي للأسهم، والاحتفاظ بها، ومن أبرزها شركة XTB التي تتيح الشراء المباشر للأسهم الأمريكية والعالمية، كما أضافت مؤخرًا ميزة الشراء المباشر للأسهم الإماراتية، مما يجعلها توفر خيارات استثمارية متنوعة تناسب مختلف أهداف المستثمرين.
الاستثمار في الذهب والمعادن الثمينة
يمكن الاستثمار في الذهب، والفضة، والبلاتين، والمعادن الثمينة عبر الشراء، والاحتفاظ بها لسنوات طويلة والبيع عند الحاجة، لأن قيمتها ترتفع بمرور الوقت بسبب زيادة الطلب عليها، ومحدودية المعروض منها، وتمتعها بثقة المستثمرين، فهي الملاذ الآمن في فترات التضخم، والأزمات الاقتصادية، وتبقى ثابتة أمام حالة القلق التي تسود السوق، بينما تتهاوى قيمة العملات والعديد من الأسهم متأثرة بهذه الأزمات، لذا تستخدم للتحوط من تقلبات السوق.
ومن أهم مميزات الاستثمار طويل الأجل في الذهب والمعادن قدرتها في الحفاظ على قيمتها، ولكنها غير قادرة على توليد دخل دوري للمستثمرين رغم تعدد آليات الاستثمار، ومن أبرز أمثلة على الاستثمارات طويلة الأجل في الذهب والمعادن، بجانب استثماره في صورته الأصلية استثماره عبر صناديق الاستثمار المتداولة (ETFs) والعقود الآجلة، وجميعها لا توفر أي دخل دوري؛ لأن الذهب أصل لا ينتج تدفقات نقدية، ويعتمد العائد فيه على ارتفاع قيمته بمرور الوقت.
صناديق الاستثمار المتداولة (ETFs)
صناديق الاستثمار المتداولة (ETF) سلة من الأوراق المالية تجمع أموال المستثمرين معًا للاستثمار في صندوق يضم بداخله مجموعة متنوعة من الأصول التي يمكن شراؤها، وبيعها في البورصة والاستثمار فيها على المدى الطويل تمامًا كالأسهم الفردية، يتنوع تخصيص هذه الصناديق، فهي قد تتعرض لقطاع محدد أو سلعة معينة، أو لسوق بعينة، ويتم إدارتها من قبل فريق متخصص في ذلك، ومعها يمكن للمستثمرين التعرض لسوق أوسع مع نسبة قليلة المخاطر، مما يجعلها تتسم بقدر أكبر من الاستقرار، وهي مناسبة للاستثمارات طويلة الأجل؛ لأن أغلب الصناديق تضم بداخلها أصول قوية قادرة على النمو على المدى البعيد، وهناك منها ما يقوم بتوزيع أرباح دورية على المستثمرين بها.
الاستثمار العقاري
الاستثمار العقاري واحد من الخيارات الاستثمارية المهمة التي تمتاز باستقرار عال في وجه الأزمات الاقتصادية وفترات التضخم، فيظل ثابتًا أو تزيد قيمته في هذه الأوقات، ويمكن الاستثمار في العقار عبر طريقتين وهما:
-
التملك العقاري: عبر شراء العقار والاستفادة منه من خلال تأجيره، أو بيعه بعد فترة من الوقت عند ارتفاع قيمته، وتحقيق مكسب من فرق سعر البيع والشراء، أو من خلال تأجير العقار؛ ولكن يحتاج الاستثمار العقاري عبر التملك إلى رأس مال ضخم، وصيانة دورية.
-
صناديق الريت (REITs): صناديق الريت العقارية هي صناديق استثمارية تضم بداخلها شركات تملك أو تشغل أو تمول المشاريع العقارية المختلفة السكنية والتجارية، وبمجرد شراء سهم في هذا الصندوق يصبح المستثمر مالكًا جزئيًا للعقارات الأساسية للصندوق، وبهذا يتمكن المستثمرون العاديون من الاستثمار العقاري دون حاجة لتوفير رؤوس أموال كبيرة، وتوزع هذه الصناديق ما لا يقل عن 90% من دخلها السنوي الخاضع للضريبة على المساهمين كأرباح، وهذا يجعلها ذات شعبية كبيرة.
يوجد أكثر من طريقة غير مباشرة توفر بها شركات التداول إمكانية التعرض الإلكتروني للاستثمار العقاري، مثل شركة Capital.com التي تتيح التعرض للاستثمار العقاري عبر عقود الفروقات على حركة صناديق الريت، وأيضًا شركة AvaTrade التي تتيح التعرض للسوق العقاري عبر تداول صناديق كبرى مثل Dow Jones U.S. Real Estate Index Fund.
نماذج المحافظ الاستثمارية طويلة الأجل
تنويع المحافظ الاستثمارية أمر ضروري لتحقيق توازن المخاطر، والعوائد في الاستثمار طويل الأجل، توفر نماذج المحافظ الاستثمارية المختلفة خيارات متنوعة يتم بناؤها وتخصيصها حسب أهداف المستثمر، وهذه أمثلة على الأهداف الاستثمارية طويلة الأجل التي يتم تنسيقها مع المحافظ الاستثمارية المختلفة تتمثل في التالي:
-
محافظ الدخل: تضم هذه المحافظ بداخلها مجموعة من الأصول المالية المدرة للدخل كأسهم توزيع الأرباح، والسندات ذات العائد الدوري (Coupon-yielding Bonds)، التي توزع فوائد منتظمة للمستثمرين، وهي مناسبة للأشخاص في سن التقاعد، أو على وشك التقاعد، حيث توفر دخلًا ثابتًا ومستمرًا للمستثمرين، كما أنها مفيدة أيضًا لأي شخص يسعى لتحقيق هدف معين كسداد قروض أو أقساط.
-
المحافظ المتوازنة: تستثمر هذه المحافظ في الأسهم والسندات، للموازنة بين أمان السندات، وأفق نمو الأسهم، يمكن أن تكون مناسبة للأشخاص الذي لديهم أفق زمني استثماري ما بين متوسط إلى طويل المدى كالأشخاص الذين يحضرون لتقاعد مريح، أو المستثمرين الراغبين في تنمية ثرواتهم بمرور الوقت دون تجاوز قدرتهم على تحمل المخاطر.
-
محافظ النمو: تعتمد هذه المحافظ شراء أصول صغيرة، أو أسهم شركات صغيرة، لكن لديها مستقبل نمو على المدى الطويل للاستفادة منها مستقبلًا مع نمو قيمتها، وهي مناسبة للمستثمرين القادرين على تحمل مخاطر أعلى مع أفق زمنية طويلة الأجل، حيث يمكن استخدامها لتمويل مشروع مستقبل أو عملية شراء كبيرة، ويعد الأكثر خطورة بين النماذج الثلاثة؛ لأنه يستثمر في أعلى نسبة من الأسهم.
أهم النصائح لنجاح الاستثمار على المدى الطويل
إذا كنت تستهدف أفضل الأسهم للاستثمار طويل الأجل، أو اخترت الاتجاه لصناديق العقارات في كل الحالات هناك مجموعة من مبادئ الاستثمار الناجح التي يجب وضعها في عين الاعتبار قبل بدء استثمارك تتمثل في التالي:
-
النقود ليست ملاذك لمستقبل آمن، فهي لن تصمد أمام تقلبات السوق، لذا اختار الاستثمار طويل الأجل كبديل أكثر أمانًا من ادخار النقود، وراعي في ذات الوقت امتلاك السيولة النقدية الكافية لتغطية نفقاتك اليومية، مع تخصيص مبلغ للطوارئ، حتى لا تتراجع في استثمارك عندما يطرأ أمر ما غير متوقع.
-
حدد موقفك من البداية، وأعرف إذا كنت مستثمرًا أم متداولاً، حتى لا تجد نفسك مشتتًا فيما بعد، وهذا سيتحدد بناءً على أهدافك هل تريد تحقيق مكسباً سريعاً مع قدرة عالية للتعامل مع المخاطر، أم تريد استثماراً مستقراً مع أقل قدر من المخاطر.
-
لا تنجرف وراء الأقاويل، ولا تجعل أحد يؤثر على قراراتك الاستثمارية، ويجعلك تختار أصلاً ما دون آخر، اعتمد دائمًا على تحليلك الخاص لفهم ما تفعله الشركة، وكيف تجني الأموال، ولماذا قد تنجح في المستقبل، وتحديداً هل هي مناسبة لك أم لا.
-
قيم الأسهم بمقدار قوتها، وليس بسعرها، فليس شرطًا أن ينمو السهم الرخيص مستقبلًا، فقد يبقى بدون قيمة بسبب قلة تنظيمه، وتقلباته الكثيرة، لذا يجب تحليل السهم جيدًا، والشركة التابعة له، وتحديد ما إذا كان يخبئ قيمة حقيقية ولديه مستقبل نمو أم لا.
-
لا تقلق بشأن تحركات السوق الصغيرة، لأن الاستثمار طويل الأجل لديه فرصة دائمة للنمو، لذا أنسب وقت للاستثمار فيه هو عندما يكون لديك المال، فقط قم بالشراء واحتفظ به، حتى تتحقق أهدافك المالية.
-
اختر استراتيجية والتزم بها، وتجنب التحيزات العاطفية، للبقاء على المسار الصحيح حتى في أوقات التقلبات، سواءً كنت تستثمر ر في القيمة، أو النمو، أو الأرباح يجب أن تفهم أن التقلب جزء طبيعي من الأسواق، ولا يؤثر بشكل كبير على الأسواق طويلة الأجل.
-
لا تعتمد على نسبة السعر إلى الأرباح وحدها، قيّم السهم ضمن سياقه الصناعي مع النظر إلى النمو والمنافسة وجودة الشركة، فإن ارتفاع أو انخفاض نسبة الـP/E لا يعني بالضرورة أن السهم غالي أو رخيص.
أفضل استراتيجيات الاستثمار طويل الأجل
اختيار استراتيجية الاستثمار الصحيحة هو أول خطوة في مشوار نجاحك المالي، وفي هذا الخصوص تختلف الاستراتيجيات ما بين استراتيجية تعتمد على تنويع أصول المحفظة الاستثمارية لتحقيق التوازن بين المخاطر والأرباح المتوقعة، واستراتيجية متوسط تكلفة الدولار التي تقلل من أثر تقلبات السوق الحادة، وتتيح شراء الأصول بأسعار مختلفة على فترات متنوعة، واستراتيجية الشراء والاحتفاظ التي تركز على تنمية رأس المال على المدى الطويل مع تقليل التعرض لتقلبات السوق قصيرة الأجل، واستراتيجية استثمار المبلغ المقطوع التي تزيد من فرص الاستفادة من ارتفاع الأسواق سريعًا، لكنها في ذات الوقت تحمل مخاطرة أكبر إذا كانت السوق متقلبة.
إذا لم تكن لديك الخبرة الكافية لاختيار الاستراتيجية المناسبة لمحفظتك الاستثمارية، نحن هنا في ثقة نوفر خدمة إدارة المحافظ الاستثمارية المقدمة من قبل أفضل خبراء الاستثمار بالوطن العربي القادرين على إعداد محفظة استثمارية متوازنة المخاطر، ومتنوعة الفرص تتناسب مع أهداف كل مستثمر ورؤيته والأفق الزمني المتاح أمامه. وفيما يلي رصد أعمق لأفضل استراتيجيات الاستثمار طويل الأجل.
تنويع المحفظة الاستثمارية Portfolio Diversification
يقصد بالتنويع هنا هو توزيع الاستثمارات على نطاق واسع، بحيث يكون تعرضك لأي نوع من الأصول محدودًا، وبهذا يمكنك تقليل المخاطر. يمكن أن تأتي المكونات الأساسية للمحفظة المتنوعة ما بين أسهم استثمار طويل الأجل محلية توفر فرصة نمو على المدى البعيد رغم تقلباتها القصيرة، وسندات تمنح دخلًا منتظمًا من الفائدة، وتعتبر أقل تقلبًا من الأسهم، وأكثر أمانًا مع عوائد أقل، بالإضافة إلى استثمارات قصيرة الأجل مثل صناديق سوق النقد وشهادات الإيداع، والتي توفر سيولة واستقرار وسهولة الوصول إلى الأموال، والأسهم الدولية التي تقدم فرصًا أوسع لا تقدمها الأسهم المحلية. وكذلك صناديق قطاعات محددة من الاقتصاد كالنفط والغاز والتعدين لتوفير تحوط جيد ضد التضخم، وصناديق الاستثمار العقاري (REITs)، وصناديق تخصيص الأصول وفقًا لأهداف محددة تجمع بين الأسهم والسندات والسلع بما يتناسب مع أهداف المستمر. وتعتبر استراتيجية تنويع المحفظة الاستثمارية فعالة ليس بهدف تعظيم العوائد فقط، ولكن للحد أيضًا من تأثير التقلبات على المحفظة الاستثمارية.
متوسط التكلفة بالدولار Dollar Cost Average
تستهدف هذه الاستراتيجية استثمار الأموال على دفعات متساوية على فترات منتظمة بغض النظر عن التقلبات التي يشهدها السوق صعودًا أو هبوطًا عبر جدول استثماري ثابت، فيتم استثمار نفس المبلغ في أصل معين على فترات محددة بغض النظر عن سعره في كل مرة يتم شراؤه لتقليل متوسط تكلفة الشراء الإجمالية للأصل مع مرور الوقت. وبالتالي تقليل تأثير التقلبات على المحافظ الاستثمارية، وإدارة المخاطر، واتباع نمط ثابت لإضافة أموال جديدة لاستثمارك على المدى الطويل. ما يميز هذه استراتيجية DCA أنها تؤدي إلى خفض متوسط المبلغ الذي ينفق على الاستثمارات، وتعزيز الاستثمار بشكل منتظم لبناء ثروة بمرور الوقت، ويجنبك الاستثمار العاطفي المدفوع بالمخاوف والطموحات.
الشراء والاحتفاظ Buy and Hold
الشراء والاحتفاظ باستثمارات طويلة الأجل، من أبرز الاستراتيجيات التي يتم اتباعها لهذا النوع من الاستثمار، فيها يشتري المستثمر الأسهم أو صناديق الاستثمار المتداولة، ويحتفظ بها لفترة طويلة من الوقت دون النظر إلى تقلبات السوق قصيرة المدى، وبموجب شراء الأسهم يمتلك المستثمر حصة من الشركة، ما يجعله يتمتع بامتيازات الملكية كالحق في التصويت، وحصة من أرباح الشركة، في حال كانت من الأسهم الاستثمارية التي توزع الأرباح؛ بما يناسب عدد الأسهم التي يمتلكها، وهي من أبرز الاستراتيجيات التي يشيد بها المستثمر العالمي وارن بافيت.
استثمار المبلغ المقطوع Lump Sum Investing
تستهدف هذه الاستراتيجية الاستثمار بمبلغ إجمالي دفعة واحد في محفظة متنوعة، بدلًا من الاستثمار على دفعات أو فترات زمنية مختلفة، يمكن أن يأتي هذا المبلغ المقتطع من ميراث، تسويات، معاشات التقاعد، وغيره، وقد يسبب مكاسب فورية في حال ارتفاع السوق، وقد يستفيد المبلغ بالكامل من الفائدة المركبة منذ البداية، وهذا يجعله مفيدًا في الأسواق الصاعدة، فيمكن أن تنمو قيمة الاستثمار بسرعة. مع ذلك ينطوي استثمار المبلغ المقطوع على مخاطر دخول السوق عند أعلى مستوياته واحتمال تكبد خسائر فادحة، لذا يحتاج هذا النوع من الاستثمار الموازنة بين احتياجاتك المالية الفورية، وأهدافك طويلة المدى، وسيكون على المستثمر تقييم وضعه المالي الحالي، وتطلعاته المستقبلية لاتخاذ قرار أكثر وعيًا، ويعتبر بعض الخبراء أن استراتيجية المبلغ المقطوع أكثر فعالية من استراتيجية متوسط تكلفة الدولار، لأنها تستثمر المبلغ كاملًا مرة واحدة، وبالتالي يمكن الاستفادة الكاملة من نمو السوق طويل الأجل، بينما متوسط تكلفة الدولار يقلل المخاطر، لكنه أيضًا قد يخفض العوائد.
نماذج عالمية لنجاح تجارب الاستثمار طويل الأجل
إذا جاء الاستثمار طويل الأجل محدد الأهداف وواضح الرؤية من البداية، وتم اختيار الأصول التي يتم الاستثمار فيها بشكل دقيق يمكن أن يؤدي هذا إلى بناء ثروة حقيقية يتم الاعتماد عليها في المستقبل، وفيما يلي نماذج عالمية لتجارب مستثمرين نجوا في الاستثمار طويل الأجل:
رون بارون
يعد رون بارون أحد أنجح المستثمرين في العالم، تقوم فلسفته على عدم الانسياق وراء التذبذبات اليومية، ومخالفة السوق عبر الشراء عندما يكون الجميع خائفًا والبيع عندما يكون السوق متفائلًا، واختيار شركات ذات نمو محتمل كبير، والاحتفاظ بها لسنوات طويلة لتحقيق أرباح مستمرة، وتحقيق ثروة على المدى البعيد، وبهذه الفلسفة استطاع جمع أكثر من 41 مليار دولار من الأصول التي يديرها منذ عام 1982، وحقق صندوق (Baron Partners Fund (BPTRX الذي يدار على أساس الشراء والاحتفاظ، وتديره شركة Baron Capital بقيادة مؤسسها رون بارون ارتفاعًا بنسبة 1,843% منذ إطلاقه في مايو 2003، متفوقًا على عائد مؤشر S&P 500 الذي بلغ 536%، وتجاوز 99% من الصناديق المماثلة خلال فترات الخمس، والعشر، والخمس عشرة سنة الأخيرة.
كير نيلسون
يعد كير نيلسون النسخة الأسترالية من وارن بافيت، والرجل الذي ساهم في دفع عجلة الاستثمار العالمي في أستراليا، ويرى أن مفتاح النجاح في الاستثمار هو الحفاظ على المدى الطويل. أسس نيلسون وزملاؤه السابقون شركة بلاتينيوم لإدارة الأصول عام 1994، وأُدرجت الشركة في بورصة الأوراق المالية الأسترالية عام 2007. تدير الشركة الآن مدخرات مستثمرين بقيمة 16 مليار دولار، وقد حقق صندوقها الرئيسي، صندوق بلاتينيوم الدولي، عائدًا سنويًا مركبًا بنسبة 11.5% منذ عام 1995. بعد تقاعده أصبح نيلسون يستثمر لحسابه الخاص بصافي ثروة بلغ 960 مليون دولار أمريكي، ويفضل الاستثمار في الذهب والنحاس وقطاع التكنولوجيا الحيوية والذكاء الاصطناعي، وأكبر استثماراته في شركات كأمازون، وميتا، ومايكروسوفت، وألفابت، وبوكينج هولدينغز، وفلاتر إنترتينمنت، وفوجي فيلم، وسيمنز، وسامسونج، وجنرال إلكتريك، وسان جوبان، وغيرها الكثير من الأصول الأخرى.
مميزات وعيوب الاستثمار طويل الأجل
الاستثمار طويل الأجل لديه العديد من المزايا التي يمكن أن تكون مفيدة للكثير من المستثمرين الراغبين في تنمية ثرواتهم على المدى الطويل مع أقل قدر من المخاطر، لكن في ذات الوقت عليه بعض من المآخذ نرصدها في جدول المقارنة التالي:
|
مميزات الاستثمار طويل الأجل |
عيوب الاستثمار طويل الأجل |
|---|---|
|
يتيح تحقيق ثروة كبيرة، عبر العائدات المركبة الناتجة عن نمو الأرباح بمرور الوقت، وكذلك نمو القيمة بغض النظر عن تقلبات السوق قصيرة المدى. |
احتمالية تغيّر ظروف الشركات أو القطاعات على المدى البعيد سلبيًا، مما يؤدي إلى خسارة المستثمر استثماره لذا الحل يكمن في التنويع. |
|
يجنب الاستثمار العاطفي، ويخلق جوًا خاليًا من التوترات. |
يحتاج صبرًا والتزامًا طويلًا إلى حين تحقيق نتائج جيدة. |
|
يتميز بانخفاض الرسوم والضرائب المفروضة على المعاملات الخاصة بالاستثمار طويل الأجل. |
يتطلب تحمل فترات الهبوط المؤقتة وأحيانًا الممتدة التي يشهدها السوق. |
|
يرفع قيمة الأموال المستثمرة، من خلال النمو المتراكم للشركة المستثمر فيها عبر الزمن، الذي يتيح لها تطوير نفسها، وزيادة أرباحها، وتحسين تطورها المالي والاقتصادي. |
الإفراط في الثقة، بشكل يؤدي إلى تجاهل ضرورة مراجعة المحفظة والقطاع الذي تستثمر فيه للتأكد من إمكانية نموه على المدى البعيد، وافتراض أن الشراء والاحتفاظ فقط بدون مراجعة هو الأساس. |
أفضل شركات الوساطة المالية الموثوقة
الاستثمار رحلة طويلة بحاجة إلى تخطيط وتدقيق جيد، حتى تأتي بثمارها ناهيك عن التعاون مع أفضل شركات الوساطة المالية الموثوقة والمرخصة لضمان أن استثمارك معها بأمان، فيما يلي نرصد معكم مجموعة من أفضل شركات الوساطة المجازة من جهات رقابية من الفئة الأولى، والحاصلة على تقييمات عالية التي يمكن الاستثمار معها بكل ثقة.
-
التراخيص VFSC أقل مبلغ للإيداع 50فتح حساب
-
التراخيص DFSA أقل مبلغ للإيداع 100فتح حساب
-
التراخيص SCA أقل مبلغ للإيداع 20فتح حساب
-
التراخيص FCA أقل مبلغ للإيداع 10فتح حساب
-
التراخيص ADGM أقل مبلغ للإيداع 100فتح حساب
-
التراخيص SCA أقل مبلغ للإيداع 500فتح حساب
-
التراخيص ADGM أقل مبلغ للإيداع 50فتح حساب
ابدأ رحلتك الاستثمارية بثقة. تواصل معنا الآن
إذا كنت حديث العهد في الاستثمار ولديك شغف به، ولكن لا تعرف من أين تبدأ، وكيف تختار الأصول ذات احتمالية النمو الأكبر، لدينا في ثقة فريق من الخبراء الذي يقدم لك الدعم والمساعدة، ويرشدك إلى كيفية اختيار أفضل شركات النمو على المدى الطويل لدعمك في مشوار استثمارك.
استشارة عبر الواتس-آب
تقدم بطلب استشارة مجانية بشكل مضمون من خلال التواصل مع فريق عمل موقع ثقة.
تواصل معنا الآن